شبكة اخبار السويداء | قرر أهالي بلدة ملح في أقصى الجنوب السوري، وضع حد نهائي لعصابات الخطف والسلب مهما كان انتماؤهم العائلي، والقضاء عليهم بالوسائل المتاحة، وتسليمهم للقضاء المختص، ومنع إسقاط الحق الشخصي عنهم، ومقاطعتهم دينياً واجتماعياً.
وقد جاء اجتماع البلدة الكبير بعد ثلاثة أيام من السطو على منزل المواطن فراس الجمّال من قبل ابن عمه وشخصين آخرين؛ تم القبض عليهم وتسليمهم للقضاء.
الحادثة كانت كالقشة التي قصمت ظهر البعير، وجاءت بعد أن تفشت ظاهرة السرقة و(سقطة البيت) دون أي وازع أخلاقي، وكذلك بعد عدة حالات من الخطف كانت البلدة عرضة لها.
وقال صاحب البيت المسروق أمام غالبية أهالي بلدته أنه ليس بوارد الحديث عن المسروقات التي عرف أين هي، ولكنه معني بما وصلت إليه الأوضاع، فأن يقوم اللصوص بالدخول إلى بيته، فإن كل بيوت البلدة معرضة لذلك، ولا بد من وضع حد لهم مهما كان الثمن.
في حين طالب أحد المتحدثين باسم شباب البلدة تشكيل مجموعة تزيد عن 100 شاب لحراسة وملاحقة اللصوص والعصابات، وقال أنهم يريدون النوم وهم مطمئنين على أرزاقهم وحياتهم.
وكانت أكثر المطالب جرأة ما ذهب إليه أحد الحضور عندما حذر من التدخلات العائلية والوجاهات التي تطالب بإخلاء سبيل اللصوص بحجة منع الفتنة، وقال: "إذا جاءكم كبير المؤمنين من العدم، وطلب منكم إسقاط حقكم عن اللصوص، فأنتم لصوص مثله".
وفي تطور علني آخر بنفس الاجتماع، طالب أحد المداخلين بضرورة منع تشكيل فصيل محلي لأحد المتهمين الأخطر بعدد كبير من الجرائم من خطف وسلب، وهو ما وضع أهم النقاط على الحروف لمنع الاستقواء بالسلاح والفوضى.
إمام البلدة كان حاسماً في محاربة ظواهر الفوضى والسرقة والخطف من خلال عدم حضور وفاة أو فرح أو زيارة كل من له علاقة بهذه الظاهرة، وهو أمر سائر على الجميع دون استثناء، مؤكداً على التزام الجميع بالقرار حتى يعود هؤلاء إلى رشدهم وأصلهم.
الذي جرى في ملح مساء يوم الأربعاء، هو مقدمة مهمة للقضاء على العصابات بأرضها، وعودة الأمان إلى الشوارع التي لفتها العتمة والفوضى .
ضياء الصحناوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق