شبكة اخبار السويداء | يخيل إليك وأنت تدخل قسم الكلية في المشفى الوطني بالسويداء أنك في أحد الأسواق الشعبية، فهذا القسم يشكل ممراً مفتوحاً من الجانبين وكل دروبه تؤدي للطاحون -عفواً لغرف غسل الكلية.
زيارتي للقسم لم تكن بدافع الاستشفاء وإنما جاءت إثر شكاوى المرضى ومعاناتهم من قدم الأجهزة وإن وجدت فإن بعضها معطل، فقدم أجهزته وقلة كادره أرهق على ما يبدو مرضى وممرضي قسم الكلية في مشفى السويداء الوطني الذين باتوا يئنون وجعاً تحت وطأة نقص بعض أنواع الأدوية مؤخراً كـ«خافض الفوسفور» وعدم استقلاليته لكونه مفتوحاً من الجانبين، إذ تحول هذا القسم ممراً للمرافقين والزائرين نحو بقية الأقسام كالجراحة العصبية وقسم المعالجة الفيزيائية، إضافة لضيق المكان وقلة غرفه ما يضطر القائمين على القسم لتوزيع المرضى ونقلهم لقسم الجراحة العصبية، كما يعاني المرضى من قدم الأسرة والفرشات غير الصالحة للاستخدام البشري على حد قول أحد المرضى وهو (م. ش) الذي يروي معاناته مع هذا القسم بعد أن ابتلاه القدر باستسقاء كلوي دفع به لمتابعة علاجه مرتين على الأقل أسبوعياً فيشعر خلالها بالإحباط جراء الإهمال وتردي الخدمات، حيث يعاني المريض لفترة 4-5 ساعات وقت الجلسة الواحدة ومن قلة وعدم نظافة الشراشف والبطانيات، إضافة لافتقادها في الغرف الحمامات، والأهم من ذلك كله قدم الأجهزة وكثرة أعطالها وعدم تعقيمها بالشكل الصحيح.
إقرار بالمشكلة
الدكتورة نجاة أبو زور- رئيس قسم الكلية في المشفى الوطني في السويداء لم تنف بل على العكس من ذلك وكأنها من خلال حديثها أرادت أن توصل بعضاً من معاناة القسم وصعوبات تواجه العمل.وتحدثت عن ضيق قسم الكلية وقلة عدد غرفه إذ يوجد قسمان قسم غسيل يتكون من 4 غرف وقسم دخول عبارة عن غرفة للرجال وأخرى للنساء، مشبهة قسم الكلية بـ«سوق الحميدية» لكونه يشكل ممر عبور إجباري نحو الأقسام الأخرى مؤكدة انعدام النظافة في الحمامات والغرف, معتبرة أن ذلك مسؤولية القائمين على المشفى، وأوضحت: بالنسبة للمحاليل التي يحتاجها مريض الغسل فهي مقبولة نوعا ما ويتم استجرارها للمشفى الوطني ومشفى الكلية الجراحي عن طريق مناقصات، كما يتم تعقيم الجهاز بعد كل جلسة ما يقارب النصف ساعة بين المريض والآخر، وأشارت رئيسة قسم الكلية أن المشكلة الأساسية ليست المحاليل ولا الأنابيب أو الخراطيش المستخدمة وإنما مشكلة صيانة الأجهزة فهي تحتاج لمهندس مختص لصيانتها بشكل دوري فالقسم يحوي 24 جهازاً أعطالها كثيرة ودائمة، حيث طالبت أبو زور المعنيين في المشفى الوطني خلال عدة اجتماعات بلجنة خاصة مسؤولة عن تعقيم الأجهزة وكل ما يتعلق بمرضى الغسل, إضافة لزيادة عدد الممرضات اللواتي يعملن بمجهود عالٍ جداً بوجود 110 مرضى كلية إذ يتجاوز عدد جلسات الغسل يومياً أكثر من 30 جلسة ويحتاج كل مريض من 2-3 جلسات غسيل أسبوعياً، كما طالبت أبو زور بفصل قسم غسيل الكلية عن باقي الأقسام مع ضرورة أن يكون قريباً من قسم العناية الإسعافية.
أجهزة معطلة
بدوره مدير صحة السويداء الدكتور حسان عمرو قال: بالنسبة لإمكانية تغيير أو توسيع قسم الكلية فلا يمكن استبداله في الوقت الحالي وضمن هذه الظروف، وبالنسبة للأجهزة أشار بوجود 5 أجهزة معطلة تتم حالياً صيانتها عن طريق عقد مركزي حيث تم استدعاء شركة مختصة تقوم بإصلاح الأعطال، كما يتم حالياً إصلاح الأسرة، أما فيما يخص المحاليل وعدم فعاليتها حسب شكاوى المرضى قال عمرو: إن هذه المحاليل هي المعتمدة في سورية و مسجلة في وزارة الصحة، وضماناً للصحة والسلامة المهنية للعاملين نقوم بإلزام الممرضات بلقاح الكبد وبشكل دوري، أما بالنسبة لمطالبة رئيس القسم بدعم القسم بمهندس مختص بصيانة الأجهزة, أكد عمرو أنه تم تعيين مهندس ويتم حالياً تأهيله ضمن دورات.ليس بأحسن حال..!
يبقى أن نذكر من خلال شكوى وصلت لمكتب «تشرين» أن حال قسم الأورام في مشفى السويداء كحال قسم الكلية من حيث انعدام نظافة الحمامات إضافة لانزعاج مرضى الدم من مشكلة تدخين المرافقين داخل القسم وفي الممرات من دون تدخل أحد من مسؤولي المشفى غير آبهين بآلام مرضى هذا القسم وسماع أنينهم.سهى الحناوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق