أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أن بعض الدول الغربية لا تزال تواصل عرقلة وتسييس العمل الإنساني في سورية خدمة لأجنداتها السياسية، مشدداً على أن سورية ماضية في محاربة الإرهاب حتى تحرير آخر شبر من أراضيها.
وقال الجعفري خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي اليوم حول تقرير الأمين العام للأمم المتحدة عن الوضع الانساني في سورية.. إن سورية تستهجن إصرار بعض وفود الدول الغربية دائمة العضوية في المجلس على الخلط المتعمد بين ما هو إنساني وما هو سياسي إذ ما زالت هذه الوفود تضع العراقيل أمام العمل الانساني النزيه والشفاف وغير المسيس وتتبجح علنا أمام الجميع بأنه لا عمل إنسانياً في سورية دون إشباع الأجندات السياسية التدخلية لهذه الدول، مبيناً أن مندوبي هذه الدول استمروا بتقديم جملة شروط سياسية مسبقة تحاول تفريغ العمل الإنساني من محتواه وتوجيهه صوب التوظيف السياسي لمعاناة الشعب السوري.
وأشار الجعفري إلى أن جلسة مجلس الأمن اليوم تزامنت مع عدوان طيران ما يسمى “التحالف الدولي” غير الشرعي على مدينة هجين بريف دير الزور الشرقي باستخدام الفوسفور الأبيض المحرم دوليا ما أدى إلى قتل عائلة بكاملها، لافتاً إلى أن جلسة المجلس قبل ثلاثة أيام تزامنت أيضا مع عدوان إجرامي إرهابي قامت به التنظيمات الإرهابية في إدلب على مدينة حلب وقصفتها بـ 40 صاروخاً ما أسفر عن استشهاد وإصابة عشرات المدنيين كما تزامنت الجلسة التي عقدت في السابع عشر من الشهر الجاري مع إقدام طيران “التحالف” غير الشرعي على قصف بلدتي السوسة والبوبدران في دير الزور ونجم عن ذلك استشهاد وإصابة عشرات المدنيين وكل ذلك لا تراه حكومات الدول التي تحدثت اليوم عن الوضع الانساني في سورية وللأسف أيضاً لم يره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”.
وأكد الجعفري أنه بعد إدراك القاصي والداني أن هناك حرباً إرهابية قذرة تستهدف سورية على مدى السنوات السبع الماضية وأن مصدر المعلومات الكاذبة التي تستهدف الحكومة السورية هو المجموعات الإرهابية وبعد اعتراف كبار مسؤولي الدول بانخراط حكوماتهم في تمويل ورعاية الجماعات الإرهابية التي كانت ومازالت تتخذ من المدنيين دروعاً بشرية وتتخذ من المشافي والمدارس مقار لها لاستهداف المدنيين في عملياتها الإرهابية فمن المستهجن أن يستمر معدو التقرير في نهجهم السلبي المسيس ضد سورية ومؤسساتها ولا سيما من حيث استمرارهم في السقوط في الأخطاء ذاتها التي تعد خروجاً كبيراً عن ولايتهم واستمرار تجاهلهم المتعمد للملاحظات والمشاغل التي عبرت عنها سورية خلال التقارير السابقة ذات الصلة للأمانة العامة.
وفي رده على مندوبي بعض الدول حول إدلب قال الجعفري “إدلب مدينة سورية ولا أحد أحرص من الحكومة السورية على حياة المدنيين فيها والذين تتخذهم المجموعات الإرهابية دروعا بشرية، مبيناً أن سورية رحبت باتفاق سوتشي الذي تم التوصل إليه في السابع عشر من أيلول الماضي وهي كانت ولا تزال ترحب بأي مبادرة لحقن دماء السوريين كما ترحب بأي مبادرة يمكن أن تساهم في إعادة الأمن والأمان إلى كل بقعة سورية ضربها الإرهاب”.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق