ترى لسان حال اهالي قرى محافظة السويداء يقول بعد أن طالهم التحديث رجوعنا للخلف: الله يرحم أيام القرص وعامل السنترال يلي بيسمع المكالمة!
كانت “أم عهد” راضية بهاتف القرص، قبل أن يزفوا لها نبأ عن أنها على موعد قريب مع الاتصالات السريعة والانترت (وعدوها بالرفاهية)، حيث مرقت السعادة من أمامها فهي ستدخل عالم حداثة الاتصالات بعد 18 عاماً من دخول القرن الواحد والعشرين.
إلا أن هذه السعادة تابعت طريقها بعيداً عنها وعن قريتها التي عرفت تحديثاً من نوع غريب جداً أعادها إلى عصر الحمام الزاجل، مع فارق أن الحمام الزاجل لم يعد متوفراً في هذه القرية كما كان عليه قبل قرون، وبالتالي فإنه لم يعد هناك حتى وسائل تواصل.
وبموجب التحديث الجديد تتوقف المقاسم عن العمل طيلة فترة انقطاع الكهرباء، بينما يغيب الانترنت تماماً لكونه غير متاح بعد على المقاسم اللاسلكية أو الضوئية كما تسمى، وبات اعتماد أهالي تلك القرى على شبكات الهواتف المحمولة ذات الأجور الغالية قياساً بخدمة الهواتف الأرضية، لكن الحاجة لها تدفعهم لاستخدام الجوالات بأي ثمن، يقول “مؤنس الريشاني” من أهالي قرية “البثينة”: «يحل الهاتف الأرضي والانترنت كثيراً من المشاكل التي نتعرض لها، عداك عن حالات الإسعاف والتواصل مع الأبناء في الخارج، فإننا في المناسبات الاجتماعية مثل وفاة أحد الأهالي نتعاون مع أصحاب العزاء بإجراء مكالمات كل من خطه للتخفيف من الأعباء المالية على أهل المتوفي للنعوات، وكذلك في الأفراح في الوقت الذي يحل الانترنت مكان هذه التكلفة ونحن بانتظار وعود المؤسسة التي طالت وطال الانتظار».
سناك سوري توجه إلى مدير مؤسسة الاتصالات في المدينة والذي رفض التصريح بدون “كتاب خطي وموافقة مركزية”، “معه حق الموضوع ممكن يساهم بشي مصيبة جديدة للحكومة الله يعينها”.
وبعد طول “بحبشة ونكوشة” عن الموضوع حصل “سناك سوري” على معلومات تؤكد تَقَدُم الأهالي بشكوى، وتمت الموافقة على تخديم المحطات بالطاقة الشمسية، والعمل جاري للحصول على قطعة أرض واتمام إجراءات الاستملاك للانطلاق بالتنفيذ، الذي لم يحدد موعد لبدئه أو الانتهاء منه.
مصادر خاصة داخل مؤسسة الاتصالات كشفت أن المقاسم الحالية تعمل بتقنية PMP ومعلوم أن هذه التقنية غير مؤهلة لتخديم الانترنت، ولذلك كان الاقتراح باستدراك خطأ التحديث السابق باستبدال الوحدات الحالية بوحدات تعمل وفق تقنية “أونو” وتمت الموافقة، لكن يبدو أن الانتظار كتب على أهالي تلك القرى فسياسة الحكومة اليوم تتجه لتخديم المناطق التي سيطرت عليها مؤخراً، وتعطيها أولوية على حساب باقي المناطق، ما يعني أن استدراك الخطأ قد يحتاج لعدة سنوات أخرى والله أعلم.
سناك سوري-رهان حبيب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق